أعلنت الحكومة اليابانية، يوم الجمعة، موافقتها على خطة مثيرة للجدل تهدف إلى بناء أول كازينو في اليابان، من المقرر افتتاحه عام 2029 في مدينة أوساكا، الواقعة في غرب البلاد. تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الجدل والخلافات، وتهدف إلى تعزيز قطاع السياحة في البلاد.
جدول المحتويات
مشروع كازينو أوساكا لتعزيز الاقتصاد وجذب السياحة
صرح رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بأن مشروع الكازينو في أوساكا، ثالث أكبر مدينة في اليابان من حيث عدد السكان، سيكون له تأثير إيجابي كبير. وأوضح أن المشروع “سيساهم في تنمية المنطقة وتعزيز النمو الاقتصادي في اليابان، وسيصبح وجهة سياحية عالمية تعكس صورة اليابان على الساحة الدولية.”
منتجعات متكاملة: كازينوهات وترفيه شامل
تسعى أوساكا، إلى جانب مدينة ناجازاكي، للحصول على موافقة لبناء منتجعات متكاملة تضم كازينوهات، مراكز مؤتمرات، فنادق، مطاعم، مسارح، وأماكن أخرى للترفيه.
تاريخياً، كانت اليابان واحدة من الدول الصناعية التي تحظر الكازينوهات، لكن قانوناً صدر عام 2016 مهّد الطريق لإضفاء الشرعية على هذه الصناعة. ورغم ذلك، أثارت هذه الخطوة جدلاً كبيراً، حيث يرى معارضو الكازينو أنها قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة إدمان القمار في البلاد.
مخاوف بشأن إدمان القمار وإجراءات الوقاية
أعربت مجموعة متخصصة في مساعدة مدمني القمار عن “قلقها الشديد” من قرار الحكومة. وأكدت أن أي مشروع كازينو سيحتاج إلى تقديم خطط واضحة للوقاية من إدمان القمار كشرط للحصول على الترخيص.
وفقاً لبيانات حكومية لعام 2021، يعاني نحو 2.8 مليون شخص (2.2% من سكان اليابان) من إدمان القمار. وتشير التقارير إلى أن ألعاباً مثل “باتشينكو” و”باتشيسلو” تحقق إيرادات ضخمة تصل إلى 14.6 تريليون ين (99.7 مليار يورو) سنوياً.
الأثر الاقتصادي المتوقع لمجمع أوساكا
تقدر حكومة أوساكا أن المجمع السياحي الجديد سيخلق تأثيراً اقتصادياً بقيمة 1140 مليار ين (7.8 مليار يورو) سنوياً، ويوفر نحو 15 ألف فرصة عمل. كما يُتوقع أن يستقطب حوالي 20 مليون زائر سنوياً، سواء من اليابان أو من خارجها، مع تحقيق مبيعات سنوية تصل إلى 520 مليار ين، يأتي 80% منها من الكازينو.
قطاع الترفيه والمقامرة في اليابان
بالإضافة إلى الكازينوهات، تمتلك اليابان سوقاً ضخمة لأنواع أخرى من القمار تشمل سباقات الخيل، الدراجات النارية، القوارب، مراهنات كرة القدم، واليانصيب. وتعتبر هذه الأنشطة القانونية، التي تخضع لإشراف حكومي، جزءاً مهماً من الاقتصاد الياباني.
بافتتاح هذا الكازينو، تسعى اليابان لتحقيق توازن بين تعزيز السياحة والاقتصاد، مع اتخاذ تدابير صارمة للحد من الآثار السلبية المحتملة لإدمان القمار.